فى ظل تحديات قوية على الجانب السياسى والاقتصادى وأزمات عالمية لم تستطع الكثير من الدول الصمود أمامها ؛ جاءت مصر لتثبت للعالم أنها قادرة على عبور تلك الأزمات بمرونة وثبات بفضل قيادة حكيمة ذات رؤية عميقة لمجريات الأوضاع داخليا وعالميا .
تضافرت جهود جميع أنظمة الدولة من خلال سياسات متكاملة بهدف تحقيق أهدافها القومية وحرصها على الوصول بالبلاد للتنمية للتنمية المستدامة على جميع المحاور والعمل بشكل متوازى ومسبوق .
وهو مانلمسه جميعا اليوم على أرض الواقع من إنجازات فى تطوير البنية التحتية ووسائل المواصلات واستخدام احدث الوسائل التكنولوجية.
على التوازى والتزاما بتنفيذ مخطط التنمية العمرانية لمصر ٢٠٥٢ من إنشاء عدد من المدن المستدامة والذكية من الجيل الرابع لاستقطاب ملايين السكان بدأت بمدينة العلمين التى شهدنا تطورها ؛ كذلك مدن رأس الحكمة والنجيلة وجرجوب بالإضافة إلى تطوير مدن قائمة مثل مرسي مطروح والسلوم من أجل التنمية العمرانية المتكاملة لمنطقة الساحل الشمالى الغربي ؛ حيث تعد أكثر المدن ذات القدرة الاستيعابية للزيادة السكانية مستقبلاً.
وفى إطار خطط الدولة وسعيها لمواجهه الأزمات الاقتصادية على صعيد الاقتصاد المصرى والتى تجلت لنا فى عدم توافر العملة الأجنبية ؛ وظهور فجوة كبيرة بين أسعار العملات فى الأسواق الموازية ؛ مما أدى إلى تباطئ عجلة الإنتاج وخاصة الذى يعتمد على المواد من الخارج ؛ أيضا مشكلة التضخم النقدي ؛ وارتفاع الأسعار .
سعت الحكومة إلى إيجاد حلول عاجلة لحل تلك الأزمات مع التزامها بالسياسات الاقتصادية للدولة واتجهت لتفعيل سياسة الاستثمار وخاصة الأجنبي والعمل على جذب مستثمرين أجانب .
جاءت لنا ببادرة أمل تعد انفراجه لكل المصريين ولمصر وهى مشروع رأس الحكمة والذى تم الإعلان عنه مؤخرا بالتعاون مع دولة الإمارات ؛ حيث يعد أكبر صفقة إستثمار مباشر فى تاريخ البلاد مشاركة بين هيئة المجتمعات العمرانية المصرية وشركة أبو ظبي التنموية القابضة ؛ بقيمة ١٥٠ مليار دولار يتم ضخها من الشريك الاماراتي على مدار عمر المشروع ؛ على أن يكون لمصر ٣٥ بالمئة من أرباح المشروع مع الحفاظ على القومية المصرية وملكية أراضيها.
وحسب ماهو متوقع أن تأتى ثمار المشروع إيجابا على الاقتصاد المصرى من خلال
-استقرار سوق النقد ؛ وتوافر التدفقات النقدية من العملات الأجنبية
– سد الفجوة بين أسعار العملات فى السوق السوداء والسعر الرسمي ؛ وقد لاحظنا انخفاض سعر الدولار بشكل واضح بعد الإعلان مباشرة عن المشروع ؛ يأتى على أثره انخفاض سعر الذهب لارتباطه بالدولار
– أيضا سيعمل على توفير سيولة نقدية من العملات الأجنبية لحل عقبات التمويل فى مصر على مدار السنوات القادمة
كما يساهم فى خروج مستلزمات الإنتاج من الموانئ وعودة عجلة الإنتاج أتى ذلك على إثر تصريحات رئيس الوزراء المصرى مصطفى مدبولى أمس وحث متبولى على الإسراع بالإفراج عن الشحنات الموجودة فى الموانئ من مستلزمات انتاج ومواد غذائية وأدوية لأزمة لسد حاجة المواطنين
دعونا لاننسى أيضا الدور الكبير الذى يلعبه توافر العملة الأجنبية فى دعم موقف مصر فى مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولى
يأتى التأثير على المدى القريب والبعيد لتلك الصفقة أيضا على تنمية القطاع السياحى والذى يعد من أهم ابواب رفع معدل الاحتياطى النقدى للبلاد ؛ حيث يقع مشروع رأس الحكمة فى الساحل الشمالى الغربي ممتدا حتى الكيلو ٢٢٠ بمدينة مطروح والتى تعد من المناطق الواعدة لمستقبل الاستثمار السياحي لمصر وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إليها
مما سبق يتضح لنا أن الخطة التى اتبعتها مصر فى التنمية المستدامة وتحقيق استقرار سياسي من خلال خلق بيئة للحوار الوطنى كانت التمهيد لجعل مصر بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي ووضعها على خارطة الدول السياحية العالمية ؛ مما يحقق الاستقرار الاقتصادى وجعلنا نبرهن للعالم قوة مصر فى مواجهه أزماتها وقوة العلاقات بين مصر والإمارات.
