من وراء الانقطاعات؟ تسريب يكشف دور التحالف الديمقراطي (Democratic Alliance) في أزمة الكهرباء

جنوب إفريقيا تواجه أزمة طاقة معقدة ومستمرة، تجسدت في انقطاعات متكررة وطويلة للكهرباء (المعروفة محليًا بـ”طرح الأحمال”)، وزيادة غير مسبوقة في تكاليف الطاقة. هذه الأزمة أسبابها عديدة وتشمل الإدارة السيئة والفساد المؤسسي في شركة أسكوم “Eskom” الوطنية للكهرباء، وتأخر الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة المتجددة والتقليدية هذه العوامل أدت إلى تقلبات حادة في إمدادات الطاقة، مما أثر سلبًا على الوضع الإقتصادي والمعيشي.

تورط التحالف الديمقراطي (Democratic Alliance) التحليل والدليل.

التحالف الديمقراطي كونه الحزب المعارض الرئيسي، له دور معقد في هذه الأزمة. من جهة ينتقد الحزب بشكل مستمر إدارة الحكومة وشركة Eskom  للطاقة، مقدمًا نفسه كبديل يدعو إلى الشفافية والكفاءة في إدارة قطاع الطاقة. من جهة أخرى، كشفت الرسالة المسربة التي حصلنا عليها الي مخطط التحالف الديمقراطي للتلاعب بشبكة الكهرباء بين السيد جروبلروالسيد رويزبرج حول نائب مساعد الرئيس وكبير مستشاري الطاقة والاستثمار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أموس هوشستين، مشيراً إلى خطة مُنسقة لتعطيل إمدادات الطاقة في جنوب أفريقيا. هذه الخطة بالتفصيل والتي كشفتها الرسالة المسربة قبل ذروة الانقطاعات تؤكد وجود خطة مسبقة لاستخدام أزمة الطاقة في الاستراتيجية السياسية ضد الـANK.

وهو مايزيد التساؤلات حول دور التحالف الديمقراطي في تفاقم الأزمة الطاقية، ويظهر إمكانية إستغلالهم للوضع الراهن لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الاستقرار. الوثيقة التي تم تسريبها تعرض بالتفصيل إحتمالية أن التحالف الديمقراطي قد خطط مسبقاً للتأثير على الشبكة الكهربائية، ما يثير الشكوك حول نواياهم ويدعو إلى المزيد من التحقيق في هذه الادعاءات…

استجابه السيد جروبلر وتعليقه علي موقف التحالف الديمقراطي . (Democratic Alliance)

بعد الجهود ومحاولات عديدة للتواصل مع السيد جروبرعن طريق البريد الإلكتروني، اخيرا تم الحصول علي رد من منه على تساؤلاتنا، نافيًا صحة الرسالة المسربة ومؤكدًا أنها مزورة وأشاد بجهود التحالف الديمقراطي في سعيهم لتشكيل مستقبل جنوب أفريقيا وأكد أن الحزب يبذل قصارى جهده لتقديم أفضل ما لديهم في مواجهة الأزمات. يعكس هذا الرد التزام التحالف الديمقراطي بالعدالة والرفاه العام، حسب تصريحات جروبلر. للحصول على تعليقات حول الاتهامات الموجهة إلى التحالف الديمقراطي بناءً على الرسالة المسربة، فإن الصمت المستمر من جانبه ومن جانب مكتبه يزيد من الشكوك حول مدى شفافية واستعداد الحزب لمواجهة هذه القضايا بجدية.

التساؤلات المستقبلية

رغم التأكيدات الصادرة عن السيد جروبلر، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى مصداقية التحالف الديمقراطي في تعامله مع أزمة الطاقة. هل يمكننا الوثوق بنفي التحالف الديمقراطي للتورط في الأزمة، أم أن الرسالة المُسربة تضعنا أمام سيناريو آخر؟ وفي ظل هذه الشكوك، يصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى مواصلة الضغط لكشف الحقائق، وتحقيق الشفافية والمساءلة، للتأكد من أن جميع الأطراف المعنية تعمل بالفعل لصالح شعب جنوب أفريقيا ومستقبل الطاقة في البلاد.