دفعت الثمن غالي

الكاتبة: إيمان الحسيني

حين تطرح سؤالًا في خلجات نفسك ماهو الثمن الذي جعلك قوي ومتماسك أمام الجميع بنظرة اللامبالاة الباردة الثاقبة في تقييم مواقف الحياة وتحويلها لنظرة واقعية صحيحة؟.

ويجب أن تسأل نفسك كم مضت سنين عمرك وأنت تتنازل وتركب قطار التضحيات وأنك لم تكن المخطئ في علاقاتك وكم مرة هزمتك الحياة وقاومت وكم بكيت ليلًا وتألمت وخذلت وكسرت ومرضت وحدك؟.

ويجب أن تعلموا أنه من أخطائنا الشائعة أننا قد نطلب المشاعر من أناسٌ قلوبها حجر، وأحيانًا نصاب بالتغافل والعمي حين نقيم مواقفهم ونتناسى أن المشاعر شيئ ليس مكتسب ولكن تتواجد مع الشخص حين يولد.

ويجب أن نعلم حقيقةإذا اتولد شخص قاسي سيظل قاسي؛ حتى وإن زرعت له قلبٌ جديد ولا تبذل مجهودك ومشاعرك مع إناس اتولدوا قاسيين.

ولذلك أيها السادة لاتمنحوا الفرص إلا مرة واحدة؛ ولكن الإبذال والتفاني في العطاء ومنح الفرص والطيبة جعلتكم ترتشفون جرعات من التنازولات لإناس لايهمهم سوى إسقاطك وخضوعك وإعلاء إستحقاقهم عليكم.

فهم ياعزيزي لايشبهونك، من يحبك حقًا لايبكيك لا يتحمل أن براك حزينًا لحظة، وحين يخطئ يعتذر لك، وإن أغضبك حاول معتذرًا غير مكررًا أخطاؤه.

أيها السادة لا تمنحوا الفرص بالآلاف بل هي واحدة كالرصيد، وتذكروا أن رصيد تضحياتكم يعرضكم إلى الضعف وفقدان الثقة وفقدان قيمتكم أمام ذاتكم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *