انت و انا

بقلم : نهال مجدي رفاعي

جلست شابة في الحافلة. وفي المحطة التالية جاءت سيدة عجوز بصوت عالٍ وغاضب وجلست بجانبها. ضغطت على المقعد وصدمتها بحقائبها العديدة. انزعج الشخص الذي كان يجلس على الجانب الآخر من السيدة الشابة، وسألها لماذا لم تتحدث وتقول شيئًا ما. ردت الشابة بابتسامة: “ليس من الضروري أن تكون وقحًا أو تتجادل حول شيء تافه جدًا، فالرحلة معًا قصيرة جدًا. أنزل في المحطة التالية.” وهذا الرد يستحق أن يكتب بأحرف من ذهب: “ليس من الضروري أن نتجادل حول شيء تافه، فرحلتنا معًا قصيرة جدًا” لو أدرك كل واحد منا أن وقتنا هنا قصير جدًا؛ أن تظليلها بالمشاجرات والحجج غير المجدية وعدم مسامحة الآخرين والاستياء وموقف اكتشاف الأخطاء سيكون مضيعة للوقت والطاقة. هل كسر شخص ما قلبك؟ كن هادئا، الرحلة قصيرة جدا. هل قام شخص ما بخيانتك أو التنمر عليك أو خداعك أو إذلالك؟ كن هادئا، سامح، الرحلة قصيرة جدا. مهما كانت المشاكل التي يجلبها لنا أي شخص، دعونا نتذكر أن رحلتنا معًا قصيرة جدًا. ولا أحد يعرف مدة هذه الرحلة. ولا أحد يعرف متى ستأتي محطتهم. رحلتنا معًا قصيرة جدًا. دعونا نعتز بالأصدقاء والعائلة. فلنكن محترمين ولطيفين ومتسامحين مع بعضنا البعض. دعونا نمتلئ بالامتنان والسعادة. إذا كنت قد آذيتك من قبل، فأنا أطلب منك المغفرة. إذا كنت قد آذيتني من قبل، فلديك بالفعل مغفرتي. بعد كل شيء، رحلتنا معًا قصيرة جدًا!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *