فرص التعاون مع السلطات المصرية بشأن رقمنة وحفظ المخطوطات التركية العثمانية

ألقى المدير العام لمركز إرسيكا مَحْمُودْ اِرُولْ قِلِيجْ ندوة للمشاركين الأتراك والمصريين حول المخطوطات في مقر إقامة ‏السفارة

بهذه الندوة بدأ الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر في القاهرة.

خلال الندوة تم تقديم النسخة العربية من المخطوطة التركية العثمانية “عبر البشر في القرن الثالث عشر” التي كتبها ‏محمد عارف باشا، سكرتير كفالالى محمد علي باشا ووالي تكيرداغ في الدولة العثمانية‎.‎

ألقى المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) والأكاديمي والسفير التركي السابق في جاكرتا الأستاذ ‏الدكتور ‎‏محمود أرول قليج ندوة حول المخطوطات بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر.

حيث زار الاستاذ الدكتور قليج الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يعد من اهم معارض الكتب على مستوى العالم.

وبهذه الفرصة نظمت الندوة التي جرى فيها تقديم النسخة العربية من كتاب “عِبر البشر في القرن الثالث عشر” الذي عثر عليه الأستاذ الدكتور مَحْمُودْ ‏اِرُولْ قِلِيجْ في إسطنبول. ‏

وفي حديثه أثناء الندوة اعطى الأستاذ الدكتور قِلِيجْ معلومات عن كتاب “عِبر البشر في القرن الثالث عشر” الذي كتبه محمد ‏عارف باشا، كاتب كافالالي محمد علي باشا ووالي “تكيرداغ” في الدولة العثمانية، وذكر أن الترجمة العربية للكتاب وقد نشر ‏العمل في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام. ‏

وأشار إلى أن النسخة الأصلية من العمل محفوظة في جامعة إسطنبول كما قدم قِلِيجْ معلومات عن المخطوطة التركية العثمانية ‏وقال إن المخطوطات هي علامة مهمة على ذاكرة الأمة‎.‎

وأوضح الأستاذ الدكتور قِلِيجْ أنهم يعملون أيضًا بشكل وثيق مع السلطات المصرية بشأن رقمنة وحفظ المخطوطات التركية ‏العثمانية مضيفا أن هذا العمل يقدم معلومات مباشرة عن جهود كافالالي محمد علي باشا ومحمد عارف باشا في نشر اللغة ‏والثقافة التركية في مصر‎.

وفي كلمته في الندوة أشار الأستاذ الدكتور قِلِيجْ إلى أن مكتبة السليمانية في تركيا والتي تضم أكبر مجموعة من المخطوطات ‏في العالم الإسلامي تعتبر نَظَيرًا لمكتبة دار الكتب المصرية. وقال أن تركيا ومصر من أهم الدول في مجال تبني المخطوطات ‏والحفاظ عليها، وأن البلدين يملكان أغنى مجموعات المخطوطات العربية في العالم الإسلامي‎.‎‏ ‏

وتابع الأستاذ الدكتور قِلِيجْ قائلا إن هذا يرجع الى الموقع المركزي للبلدين في التاريخ والحضارة الإسلامية، حيث استضافتا ‏العديد من السلالات والعائلات والحضارات عبر التاريخ، فضلاً عن كونهما عاصمتين للعديد من البلدان في عصرهما‎.‎

ولذلك، فإن كل من تركيا ومصر لديهما تراث ثقافي فريد من نوعه ومكتبات مليئة بالمخطوطات.
‏‎
وفي هذا السياق، أضاف الأستاذ الدكتور قِلِيجْ أن عدد المخطوطات الإسلامية في العالم اليوم يقدر بأكثر من مليون ‏وخمسمائة ألف مخطوطة، وأن هذه المخطوطات موزعة في ألفين وخمسمائة مجموعة مختلفة في مائة وستة بلدان، وتقع في ‏أكثر من 100 دولة. أكثر من ألف وثلاثمائة مدينة. ‏

وردا على سؤال حول إمكانية ترجمة المخططات التي في الأرشيف العثماني الى اللغة العربية قال الأستاذ الدكتور محمو أرول قليج أوضح ان احد منشورات مركز ارسيكا يسمى البلاد العربية في الوثائق العثمانية وبسبب هذا سجلت على سبيل المثال كل شارع وزقاق في فلسطين حتى ان الكيان الصهيوني ادعى انه لا توجد أي وثيقة تثبت ملكية العرب لحرم المسجد الأقصى ونحن وقد طلب منا الفلسطنيين هذه الوثيقة وارسلناها لهم.

وفي هذا السياق، ألقى سفير الجمهورية التركية في القاهرة صالح موطلو شن كلمة في الندوة وأعرب عن سعادته بتنظيم مثل ‏هذه الندوة المفيدة بمشاركة الأستاذ الدكتور مَحْمُودْ اِرُولْ قِلِيجْ ، وقال إن العمل ” عِبر البشر في القرن الثالث عشر” هو ‏المصدر الأصلي للفهم الصحيح للتاريخ المصري التركي المشترك وأن النسخة الأصلية من هذا العمل أحضرت إلى القاهرة ‏في عهد الملك فؤاد وتم حفظها ونسخها وترجمتها إلى اللغة العربية ولكن بعد ذلك نسيت وفقدت. معربا عن شكره للدكتور محمد ‏سرحان الذي ترجمها إلى العربية. ‏

وأضاف السفير صالح موطلو شن أنه متأكد من أن هذا العمل سيحظى باهتمام كبير من الأجيال الشابة مؤكدا أن الاحتفال ‏بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر بدأ بهذه الندوة في القاهرة‎.‎

وأشار السفير شن إلى أن وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي سيقوم بزيارة رسمية إلى تركيا في 4 فبراير ‏‏2025، وأنه سيتم إقامة حفل لتسليم قطعة أثرية مصرية إلى تركيا خلال هذه الزيارة، مضيفًا أن الزيارة ستكون حدث ثقافي ‏بين مصر وتركيا، وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الحدث سيقدم إسهامات كبيرة في تطوير العلاقات

محمد عارف باشا

ولد ونشأ في دارمه بالقرب من قوله، وكان جده والد أمه محمود باشا واليا عليها، وعمه احمد أغا هو أخو طوسون ابن محمد علي باشا ‏في الرضاعة، واخو جده محمد الدفتردار هو زوج نازلي هانم بنت محمد علي.‏
‏ ‏
قدم عارف باشا إلى مصر في شبابه والتحق بخدمة محمد علي، الذي عينه معاونًا له كاتبًا في معيته، وسافر معه إلى كريت، ثم ألحقه ‏محمد علي بخدمة إبراهيم باشا وكان من رجاله في الشام، عينه إبراهيم باشا في المجلس العالي، ثم زوجوه من آمنة هانم القوله لي ابنة ‏خليل القوله لي ابن باتيش هانم اخت مصطفى باشا والد أسرة يكن، مدير رشيد والبحيرة ووالد عبد الحميد نافع بك.‏

في عصر الوالي عباس باشا وخلفه سعيد باشا كان عارف مديرا للبحيرة ولإسنا ومديرًا للتشريفات وعضوًا في مجلس الأحكام، ‏وفي عهد إسماعيل حصل على رتبة الميرميران وكان مقربًا من توفيق باشا وأنشأ جمعية المعارف المصرية التي كانت من أوائل ‏الجمعيات التي نشرت الكتب في مصر، من أشهرها سفينة المولوية، وقد ضمت الجمعية٧٠٠ عضوا من علية القوم مثل الأمير توفيق ‏باشا ولي العهد، و رفاعة الطهطاوي و شريف باشا وغيرهم كثير.‏

سافر عارف باشا إلى إستانبول وتولى متصرفًا ل ‏Tekirdağ‏ لمدة عام

، ثم تولى متصرفًا ل ‏Çankırı‏.‏‎ ‎‏1875م.‏

وفي استانبول كتب عارف باشا كتابه “عبر البشر” ١٢٩٠ه / ١٨٧٣م وتكلم فيه عن أصول أسرة محمد علي كما سمعها من محمد علي ‏نفسه وابنه إبراهيم ‏

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *