“رسالة من السماء” (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) 

بقلم: د.نهال مجدي رفاعي
سفيرة التنمية المستدامة لشبكة سفراء التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.

(لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)
هذا وقع في غار ثور لما اختفى الرسول- صلى الله عليه وسلم -وصاحبه أبوبكر إذ يقول لصاحبه إذ هما في الغار،{إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة 40]وذلك لما جاء المشركون في طلبهما ووقفوا على الغار فقال أبوبكر يخشى على الرسول – صلى الله عليه وسلم.رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا فقال يا أبابكر ماضنك باثنين الله ثالثهما فعند ذلك أخذ الله أبصار المشركين فلم يروا الرسول – صلى الله عليه وسلم – وصاحبهُ أنهم وقفوا عليهم في الغار وهذا من قدرة الله – سبحانه وتعالى – والمعية.

لا تخاف من أحد أن يضرك أو يتركك ولا تحزن يا عزيزي ، الحياة لا تقف علي أحد فالبشر كالبحار لا يستوون ،،،
هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج ،،،
ليس كل جميل في الشكل جميل في العشرة …
وليس كل جميل في القول جميل في الفعل …
ليس كل جميل في البداية جميل في النهاية … وليس كل جميل في حضورك جميل في غيابك …
القلوب خلقت لتكون أوطانا … لا محطات يستريح فيها العابرون …
حب الخير للغير جهاد لا تقدر عليه إلا القلوب الصافية …
‏من كان لنا بالشدائد درعا ،،،
سنكون له بالشدائد سيفا ،،،
فلا خير بمن كان بالرخاء قريبا ،، وبالشدائد غريبا …

كل شيء يمر ،، ولكن ليس كل شيء يُنسى …!!

فالناس تحكم عليك من خلال مظهرك ، لأن لا قدرة لهم على رؤية أو تحليل باطنك..
لكن الله يحكم عليك من خلال باطنك لأنه وحده القادر على الاطلاع عليه..
الله سوف يحبك إذا كنت نقي الروح ، صادق القلب ، كيفما كان مظهرك سوف يحبك ، ومهما كانت اخطاءك سوف يسترك ، ومهما لوثتك الحياة سوف يراعي أصل جوهرك..

اذا أحبك الله سوف يعطيك من عزته ، و يعطيك من قوته ، ويعطيك من نصره ، لن يتغلب عليك أحد مهما كان جبروته..
وكل الاشياء التي أردتها من صميم قلبك ومنعتك عزة نفسك من مطاردتها أو التذلل للحصول عليها ، سوف يأتيك بها و تنالها بشموخ وكرامة ، لأنه رأى صبرك واصرارك على عدم الانحناء لسواه..
إذا أحبك الله ، سوف يأتيك الشر بكل قوته وجبروته عازماً على تصفيتك وإذا به يصل إليك وينحني ذليلاً أمام قوة الملائكة التي تحرسك..
إذا أحبك الله لن تشعر أبدا بالوحدة ، سوف تكون واعياَ ومدركاً أنك لا تحتاج إلاَّ لناسٍ حصرية وأصيلة في حياتك
عدا ذلك فأنت تفضل وحدتك مع الله حتى يختار لك من يشبهك..
عندما يحبك الله ، لا يُذِلك تحت اي ظرف من الظروف لأي مخلوق ، يبقيك واقفاً ويُسقط كل من حاول الإسقاط بك..
وحتى يحبك الله ليس عليك أن تدعي الفضيلة أو تمثل النقاء ، أو تحكم على الناس وتفتش في عيوبهم ظناً منك أنك أفضل منهم..

ليس عليك أن تلبس ثوب الكمال ، وداخلك مهترئ بالنقص والشر والسواد..

ليس عليك أن تخدعه لأنه يعلم جيداً من تكون في الخفاء..
الروح الصادقة النقية هي الرابطة الوحيدة التي تجعلك في صلة مع الله ، إذا فسدت لا ينفع أي نفاق أو تزييف أو أقنعة في تعويضها..

فكن مع الله.
حفظكم الله…

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *