الفصائل الفلسطينية تشكل حكومة مصالحة بالصين

 

أيمن عامر

وقع ممثلو الفصائل الفلسطينية اليوم الثلاثاء في بكين على إعلان تعهدوا فيه بإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة وتشكيل حكومة مصالحة لإدارة قطاع غزة والضفة ٨الغربية عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع .

جاء اجتماع الفصائل الفلسطينية تلبية لدعوة من الجانب الصيني، حيث أجرى ممثلون رفيعو المستوى عن 14 فصيلا فلسطينيا حوارا للمصالحة في بكين في الفترة من 21 حتى 23 يوليو، حيث وقعت الفصائل الفلسطينية على إعلان تعهدوا فيه بإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة.
وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها 14 فصيلا فلسطينيا في بكين لإجراء حوار للمصالحة وهي خطوة تمنح أملا ثمينا للشعب الفلسطيني الذي يعاني حرب الابادة الجماعية والتطهير العرقى خلال العدوان الإسرائيلي الذى يستمر لعشرة أشهر على التوالى
.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية في ختام اجتماعات عقدتها في الصين ، اتفاقها على الوصول إلى “وحدة وطنية شاملة” تضم كافة القوى في إطار منظمة التحرير، وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة.

شارك في اللقاء كلا من الفصائل الفلسطينية : فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية.
وشارك في اللقاء أيضا الجبهة الشعبية القيادة العامة، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، وجبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية، والجبهة العربية الفلسطينية، وطلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة).

وقالت الفصائل في بيان: “اتفقت الفصائل الوطنية خلال لقاءاتها في الصين على الوصول إلى وحدة وطنية فلسطينية شاملة، تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة في إطار منظمة التحرير، والالتزام بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الأمم المتحدة، وضمان حق العودة طبقا للقرار 194”.

وأضافت: “انطلاقا من اتفاقية الوفاق الوطني التي وقعت في القاهرة بتاريخ 4 مايو 2011، وإعلان الجزائر الذي وقع في 12 أكتوبر 2022، قررت الفصائل الاستمرار في متابعة تنفيذ اتفاقيات إنهاء الانقسام بمساعدة مصر والجزائر والصين وروسيا”.

وحددت الفصائل في البيان أربعة بنود متعلقة بمتابعة تنفيذ اتفاقيات إنهاء الانقسام، أولها الالتزام بـ “قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخصوصا القرارات 181، 2334 وضمان حق العودة طبقا للقرار 194”.
وأما الثاني بحسب البيان، فإنه ينص على “حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإنهائه وفق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ونضالها من أجل تحقيق ذلك بكل الأشكال المتاحة”.
والثالث يرتكز على “تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية وبقرار من الرئيس بناء على القانون الأساسي الفلسطيني المعمول به ولتمارس الحكومة المشكلة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة بما يؤكد وحدة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة”.

وقال البيان إن الحكومة المرجوة “ستبدأ بتوحيد المؤسسات كافة في أراضي الدولة الفلسطينية والمباشرة في إعادة إعمار القطاع، والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية بأسرع وقت وفقا لقانون الانتخابات المعتمد”.
وفي البند الرابع، قالت الفصائل في البيان: “من أجل تعميق الشراكة السياسية في تحمل المسؤولية الوطنية ومن أجل تطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، تم تأكيد الاتفاق على تفعيل وانتظام الإطار القيادي المؤقت الموحد للشراكة في صنع القرار السياسي، وفقا لما تم الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني الموقعة في 4 مايو 2011، وذلك إلى أن يتم تنفيذ الخطوات العملية لتشكيل المجلس الوطني الجديد وفقا لقانون الانتخابات المعتمد
وفي السياق، اتفقت الفصائل في بكين على “مقاومة وإفشال محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان والتوسع الاستيطاني وفقا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ورأي محكمة العدل الدولية”.

كما توافقت الفصائل على “العمل على فك الحصار الهمجي عن غزة والضفة، وأهمية إيصال المساعدات الإنسانية والطبية دون قيود أو شروط”، فضلا عن “دعم عائلات الشهداء والجرحى وكل من فقد بيته وممتلكاته”.

وأشار البيان إلى اتفاق الفصائل على “آلية جماعية لتنفيذ بنود الإعلان من كافة جوانبه”، دون الإعلان عن هذه الآلية.
كما اعتبرت الفصائل “اجتماع الأمناء العامين نقطة انطلاق لعمل الطواقم الوطنية المشتركة وقرروا وضع أجندة زمنية لتطبيق هذا الإعلان؛ دون ذكرها”، بحسب البيان.

وعقد الأمناء العامون للفصائل اجتماعين خلال السنوات القليلة الماضية، الأول في العاصمة اللبنانية بيروت في 3 سبتمبر 2020، والثاني في مدينة العلمين المصرية في 30 يوليو 2023.
ولم تفلح العديد من المحاولات التي جرت في العديد من العواصم لتحقيق مصالحة بين حركتي فتح وحماس. لكن الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 أحيت الدعوات للحوار مجددا.

واستضافت بكين لقاء بين فتح وحماس في أبريل الماضي، عندماالاتفاق على اجتماع آخر في يونيو قبل تأجيله.

وأعربت الخارجية الصينية حينها عن أملها في أن تتمكن من الدفع نحو “المصالحة بين الفلسطينيين”.

حضر وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، الحفل الختامي للحوار حول المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في بكين، وشهد توقيع إعلان بكين بشأن إنهاء الانفصال وتعزيز الوحدة الفلسطينية من قبل 14 فصيلا فلسطينيا.

وفي كلمته، قال وانغ يي إنه منذ بداية العصر الجديد، طرح الرئيس شي جين بينغ مرارا مقترحات ومقترحات لحل القضية الفلسطينية، وساهم بالحكمة والحلول الصينية في تسوية القضية الفلسطينية. وهذه لحظة تاريخية هامة في قضية التحرير الفلسطيني، عندما يجتمع 14 فصيلا فلسطينيا في بيجين بروح من الصلاح الوطني. ويقدر الجانب الصيني الجهود التي بذلتها جميع الأطراف للمصالحة ويهنئ بنجاح حوار بيجين والتوقيع على إعلان بيجين.

وأشار وانغ يي إلى أنه فقط عندما تتحدث جميع الفصائل الفلسطينية بصوت واحد يمكن أن يكون صوت العدالة أعلى، وفقط من خلال التكاتف والتقدم جنبا إلى جنب ، يمكن أن تنجح قضية التحرير الوطني. إن أهم توافق توصلت إليه الفصائل الفلسطينية في حوار بكين هو تحقيق مصالحة ووحدة كبيرة بين الفصائل ال 14، والنتيجة الأساسية هي توضيح أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني كله، وأبرز ما يبرز هو الاتفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة حول حكم غزة بعد الحرب، والدعوة الأقوى هي تحقيق دولة فلسطين المستقلة الحقيقية وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ومفتاح عملية المصالحة الداخلية بين الفصائل الفلسطينية هو تعزيز الثقة وفهم الاتجاه والمضي قدما بطريقة منظمة وتدريجية. ولا يمكن لعملية المصالحة أن تصبح أكثر صلابة وأكثر اتحادا إلا من خلال مواصلة بناء توافق الآراء ووضعه موضع التنفيذ. إن المصالحة شأن داخلي لجميع الفصائل الفلسطينية، ولا يمكن فصلها عن دعم المجتمع الدولي. وعلى طريق تعزيز المصالحة، تشترك الصين وعدد كبير من الدول العربية والإسلامية في نفس الاتجاه والهدف.

وقال وانغ يي ، إن القضية الفلسطينية هي جوهر قضية الشرق الأوسط. لم يكن للصين أبدا أي مصالح أنانية بشأن قضية فلسطين، وكانت من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين. ما نقدره هو الأخلاق ، وما ندافع عنه هو العدالة. في الوقت الحاضر، لا يزال الصراع في غزة طويلا، وينتشر التأثير غير المباشر، ويتردد صدى الصراع الإقليمي في نقاط متعددة. من أجل الخروج من الصراع الحالي ، تقترح الصين “نهجا من ثلاث خطوات”:
وتتمثل الخطوة الأولى في تعزيز وقف شامل ودائم ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن وضمان المساعدة الإنسانية وإمكانية الوصول. وينبغي للمجتمع الدولي أن يواصل الاتحاد بشأن مسألة وقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال القتالية.

الخطوة الثانية هي التمسك بمبدأ “الفلسطينيين الذين يحكمون فلسطين ” والعمل معا لتعزيز الحكم في غزة بعد الحرب. غزة جزء مهم لا يتجزأ من فلسطين، وأصبحت الحاجة الملحة لبدء إعادة الإعمار بعد الحرب في أقرب وقت ممكن قضية ملحة في المرحلة المقبلة. وينبغي للمجتمع الدولي أن يدعم الفصائل الفلسطينية في تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة لممارسة سيطرة فعلية على غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية.

والخطوة الثالثة هي تعزيز فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة والبدء في تنفيذ الحل القائم على وجود دولتين. وينبغي دعم عقد مؤتمر دولي للسلام أكبر حجما وأكثر موثوقية وفعالية، وينبغي وضع جدول زمني وخريطة طريق في هذا الصدد.

ولا بد من وقف إطلاق النار والإغاثة الإنسانية. “الفلسطينيون الذين يحكمون غزة ” هو المبدأ الأساسي لإعادة إعمار غزة بعد الحرب. حل الدولتين هو السبيل الأساسي للمضي قدما. وينبغي للمجتمع الدولي أن يدعم الأطراف المعنية في تنفيذ “نهج الخطوات الثلاث” بطريقة جادة.

وقال وانغ يي إن تحقيق المصالحة الداخلية في فلسطين سيجلب الأمل والمستقبل للشعب الفلسطيني، وهو أيضا خطوة مهمة في تعزيز تسوية القضية الفلسطينية وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وتأمل الصين مخلصة أن تحقق جميع الفصائل الفلسطينية دولة فلسطينية مستقلة على أساس المصالحة الداخلية في وقت مبكر، وهي مستعدة لتعزيز الاتصال والتنسيق مع جميع الأطراف المعنية وبذل جهود مشتركة لتنفيذ إعلان بيجين الذي تم التوصل إليه اليوم.

وألقى العالول، رئيس وفد فتح، وموسى، رئيس وفد حماس، كلمتين باسم جميع الفصائل الفلسطينية، أكدا أن الصين لها مكانة خاصة ومهمة في أذهان الشعب الفلسطيني، وشكروا بصدق الرئيس شي جين بينغ والصين على دعمهم الثابت طويل الأجل ومساعدتهم المتفانية لفلسطين. ونحن نقدر تقديرا عاليا التزام الصين كدولة رئيسية وندعم العدالة والعدالة لفلسطين في المجتمع الدولي، ونعرب عن امتناننا العميق للصين على دعمها القوي للمصالحة والحوار بين الفلسطينيين.

وحضر الحفل الختامي ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا رئيسيا، فضلا عن مبعوثين أو ممثلين عن مصر والجزائر والمملكة العربية السعودية وقطر والأردن وسوريا ولبنان وروسيا وتركيا.

وعززت بكين في السنوات الأخيرة علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط، وسهلت العام الماضي التقارب التاريخي بين إيران والسعودية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *